Actual politics

القوة الأوراسية والبحار الدافئة و الباردة

عملية “تجميع الامبراطورية” ينبغي أن تتوجه منذ بدايتها نحو غاية بعيدة وهي انفتاح روسيا على البحار الدافئة. فبفضل كبح التوسع الروسي في الاتجاهات الغربية، والشمالية الغربية بالذات، تمكنت انجلترا الأطلسية من الاحتفاظ بهيمنتها على جميع “الآماد الشاطئية” المحيطة بأوراسيا. ومن الناحية الجيوبولوتيكية كانت روسيا دولة “مكتملة” في الشرق والشمال حيث تطابقت حدودها السياسية مع الحدود الجغرافية الطبيعية للبر الأوراسي. لكن المفارقة تتمثل في كون هذه السواحل تتلاصق “بالبحار الباردة” وهو ما يشكل حاجزا منيعا دون تطوير الملاحة البحرية في المستوى الذي يمكن به بصورة جادة القيام بالمنافسة على البحار التي ترفع راية “الجزيرة الغربية” ( إنكلترا ثم أميركا فيما بعد). ومن ناحية أخرى فإن الأراضي الروسية، الشرقية والشمالية لم يجر استثمارها بصورة كافية بسبب خصائص طبيعية وثقافية، وكافة المشاريع المتعلقة بتكامل آسيا الروسية (بدءاً من تلك التي اقترحها الدكتور بادماييف على الإمبراطور الأخير وحتى خط  “بايكال-أمور” المرتبط ببريجنيف). تم تدميرها بفعل منطقية محيرة ما وتحت تأثير الجوائح التاريخية، العفوية منها والمقصودة.

هكذا رد مستشار بوتين على مقال الواشنطن بوست

إنني سعيد لأن هناك أشخاصا، وحركات وفي بعض الأحيان قادة سياسيين من الصف الأول يشاركونني الرؤية التقليدويّة، أكان جزئيا، أم براغماتيا، أو حتى على المستوى الأدنى، بشكل عام. إنني أعرف أن هناك أمثال هؤلاء الأشخاص في الولايات المتحدة، لا سيما ضمن أوساط مناصري ترمب. وأنا سعيد بذلك. وينبغي أن يكون الأمر كالتالي: لا يمكن للمعركة الأخيرة أن تقتصر على حدود الدولة القومية. إنه حدث الإنسانية جمعاء، تاريخ الإنسانية كله. ذات الكينونة تحارب الإطار (بما هو شكل غير أصيل لوجود الكينونة) بهدف حل سؤال "أكون أو لا أكون؟" وهذا هو الخط الفاصل. إنها ليست مسألة أيديولوجيات غابرة (ليبرالية، استهلاكية أو فاشية)، ولا هي حرب بين الدول والأديان و"الأعراق"، والحضارات. إنها الأبدية ضد الزمان. إنها المطلق ضد النسبي الذي يدعي أنه مطلق بدوره. إنهم أفلاطون وهايدغر وغينون ضد أبيقور وديكارت وبوبر. إنه المقدس ضد المستباح.

الفيلسوف الروسي ألكسندر دوغين يُطلق من «البناء» دعوته لوعاء إسلامي حضاري جديد

في حوار ممتع في كل قضايا الفلسفة والسياسة والنضال، بدأ الكسندر دوغين وصفه للبنان كمنصة فكرية إعلامية ثقافية لنضج الفلسفة، حيث يقع في قلب المنطقة التي ستحسم فيها خطوط الاشتباك بين معسكرَيْ المواجهة الدائرة، ومنه خرج نموذج حزب الله الذي لعب دور القوة الطلائعيّة في تقديم نموذج ومثال القدرة على الانتصار، وما يعنيه من ولادة زمن جديد لنظرية جديدة من المقاومة التي تشكل قوة الشعوب في الدفاع عن مخزونها المشترك، الذي تشترك فيه الفردية والوطنية والدين والكرامة والحقوق.

ألكسندر دوغين: لن ينجح الغرب في فكّ التحالف بين روسيا والصين

بعد سقوط الاتحاد السوفياتي، لم يشاطر ألكسندر دوغين القسم الأعظم من النخبة الروسية «حلمها الأوروبي». الرجل الذي لُقّب منذ أواخر تسعينيات القرن الماضي، قبل وصول فلاديمير بوتين إلى السلطة، بـ«بطريرك أوراسيا»، لم تدفعه معارضته للنظام الاشتراكي إلى أن يصبح مروّجاً للنظام الرأسمالي الليبرالي الغربي ولقيمه الحداثية الجوفاء. ربما كان من بين القلّة القليلة من المفكّرين والسياسيين الروس الذين عادوا إلى استخدام مفهوم «أوراسيا» بمعناه الجيوسياسي. هو أصلاً عارض النظام الشيوعي لأنه اعتبره بدوره نموذجاً غربياً يتناقض مع الخصوصية الحضارية والثقافية لروسيا، ودافع عن ضرورة بلورة نموذجها الفريد المنسجم مع هذه الخصوصية. لكن التهديد الرئيس والوجودي بنظره، لروسيا ولبقية شعوب العالم، منذ نهاية الثنائية القطبية، هو الهيمنة الأحادية الأميركية، واستراتيجية الولايات المتحدة الهادفة إلى تدمير الأمم والمجتمعات، أي الوحدات الحضارية، المؤهلة بحكم وزنها الجيوسياسي وعمق حسّها التاريخي لأن تتحوّل إلى أقطاب تعيد قدراً من التوازن إلى الوضع الدولي. في مقابلة مع «الأخبار» خلال مشاركته في «مؤتمر الأفق الجديد الدولي» في بيروت، يعتبر دوغين أن تحليل استراتيجيات القوى الدولية الرئيسة، الولايات المتحدة وروسيا والصين، ينبغي أن ينطلق من طبيعة المرحلة التاريخية التي نشهدها، وهي برأيه مرحلة الانتقال الصراعي والمعقد من الأحادية إلى التعددية القطبية. لدوغين، المفكر القريب من دوائر صنع القرار في روسيا، عشرات المؤلفات، أبرزها: «نحو نظرية للعالم المتعدد الأقطاب»، «نداء أوراسيا»، «فلاديمير بوتين: ما له وما عليه» و«من أجل كتلة تقليدية».

سوريا في مرمى النيران: تحليل أولي للعدوان الثلاثي

ابتداءا من الساعات الأولى من يوم السبت، الموافق ١٤ نيسان، شنت أميركا، و فرنسا و إنجلترا هجوم على دمشق مستهدفة أحياء سكنية و منشآت عسكرية يفترض أنها تأوي الأسلحة الكيميائية، بصواريخ باليستية. الهجوم استمر لمدة ساعة. تم تأييد الهجوم من قبل معظم دول الإتحاد الأوروبي، من بينهم، هولندا، الدنمارك، التشيك، ألمانيا و لاتفيا، إلى جانب إسرائيل، قطر، أستراليا، اليابان و تركيا، سنقيم مواقف بعض هذه الدول. أما الذين أدانوا الإعتداء فهم، الصين، إيران و روسيا.

تقييم الأضرار

العدوان الثلاثي كان هجوما مرتجلا و له بعد رمزي، بمعنى، السوريين لم يتعرضوا لأي خسائر، سواء في العتاد أو من جهة خسائر بشرية ذات بعد استراتيجي.

بالإضافة لم تتعرض القوات الإيرانية والروسية وحزب الله للهجوم. المعارضة السورية ، التي كانت تتوقع المزيد ، لم تكتسب أي مزايا جدية.العكس تماما، حيث خرجت الجموع تأييدا للجيش السوري و القيادة السياسية في دمشق.

وقد أشار المعلقون الروس إلى أن فرنسا نفسها لم تطلق أي صواريخ - اي الهجوم كان محصورا بين الإنجليز و الأمريكان.

إذا حكمنا من خلال حقيقة أن جميع الصواريخ قد أطلقت على أهداف على مسافة بعيدة من مواقع الجنود الروس ، يبدو أن ماتيس استطاع ان يقنع صناع القرار في الولايات المتحدة بالإكتفاء بهجوم رمزي، له بعد سياسي و ينجح في حفظ ماء الوجه. على عكس بولتون ، الذي أصر على مهاجمة الإيرانيين بشكل مباشر و الروس أيضا.

أصرت إسرائيل أيضا على هذا الأخير.

وبعبارة أخرى ، لم يحدث أي ضرر جسيم من الناحية العسكرية أو الاستراتيجية. علاوة على ذلك ، تم إسقاط 70 ٪ من الصواريخ ، ولم يتم إلحاق أضرار كبيرة بالمرافق الهامة.

بالتالي، نحن نتعامل مع اعتداء رمزي.

ترامب يضيع طريقه

تعمل تصرفات ترامب على تقويض سلطته بين أعدائه (الذين يقولون أنه لم يفعل سوى القليل) ومؤيديه (الذين انتخبوه كخصم للحروب والتدخلات الجديدة). لقد اتخذت القاعدة الانتخابية لترامب ضربة في القلب. إذا تلاقت الحركتين السياسيتين، الجماهيرية (الشعبوية) والنيو ليبرالية في مظاهرات مناهضة للحرب ، فإن هذا سيكون نهاية ترامب. الزمن لا يسامح المترددين.

علق ترامب بين بولتون (المشابه لماكين) وماتيس ، ورغم أن ماتيس صقر إمبريالي صعب ، إلا أنه أكثر عقلانية من المحافظين الجدد. في المحصلة نستطيع أن نقول ان خيار السلام تم استبعاده.

هذا قد يجبر الشعبوية على اخذ منعطف باتجاه اليسار. في هذه الحالة ، بيرني ساندرز سيكون الرابح الأكبر ، في حين أن ترامب قد خيب آمال الأغلبية الأمريكية الصامتة.

غايات الصراع الجيوسياسي بين القوتين العالميتين

حتى لحظة تحقيق الانتصار النهائي للولايات المتحدة في الحرب الباردة كانت الثنائية الجيوبولتيكية ضمن أطرها الغربية التي تطورت بموجبها منذ البداية – كان الحديث يدور حول اتخاذ كل من التالاسوكراتيا والتيلوروكراتيا حجمها الأقصى على أصعدة المدى والإستراتيجية والقوة. ونظرا لتطوير الجانبين لقدراتهما النووية بدت نهاية هذه العملية كارثية بالنسبة لبعض الجيوبولتيكيين – المتشائمين، إذ كان على القوتين العظيمتين، وقد انتشرتا على سطح الكرة الأرضية بطولها، إما أن تنقلا مواجهتهما إلى خارج حدود الأرض (نظرية حرب النجوم) وإما أن تفني إحداهما الأخرى (الرعب النووي).
إذا كان طابع العملية الجيوبولتيكية الأساسية للتاريخ – وهو التوسع الأعظم للتالاسوكراتيا والتيلوروكراتيا – واضحا بالنسبة لهذا العلم. فإن نهايته تبقى تحت التساؤل، فليس ثمة أي نوع من الحتمية في هذا الخصوص.

الصراع على سوريا وأوكرانيا من منظور «دماغ بوتين»

لطالما اعتُبرت العلاقات الدولية جزءً من العلوم الاجتماعية الأنجلو-أمريكية، حيث برع فيها علماء ومنظرين أمثال جوزف ناي، صاموئيل هانتنغتون، كينيث والتز، زبغنيو بريجنسكي، بالإضافة إلى شخصيات أخرى خُلِّدت أسماءهم في تاريخ هذا العلم النخبوي، والذي يساهم بشكل أساسي في رسم العلاقات الدولية وطبيعة النظام العالمي المُعاصر.
مؤخراً لم تعد العلاقات الدولية شأناً تتفرد بها الولايات المتحدة وبريطانيا، فأصبحت هناك نظريات سياسية بديلة منشأها روسيا والصين ودول أمريكا اللاتينية والهند وأفريقيا، وأماكن أخرى لها وجهات نظر مختلفة عن التفكير السائد عند الغرب.

أهم هؤلاء المنظرين هو البروفيسور ألكسندر دوغين; الفيلسوف والمنظر والباحث السياسي والاجتماعي، ومؤسس الحركة “الأوراسية الجديدة” والسياسي الروسي الملقب بـ“دماغ بوتين”. ألف دوغين أكثر من 30 كتاب أهمها «أسس الجغرافيا السياسية» و «النظرية السياسية الرابعة».
قدَّم دوغين فكرة “الأمبراطورية الأوراسية” التي يقول من الممكن تأسيسها بتعزيز القوة الجيوسياسية لروسيا والتكامل بين المحاور البرية بزعامة روسيا والذي يشكل فيه العالم العربي أحد أحزمته الثلاث (الأورو أفريقي) إلى جانب الحزام الأوراسي ومثيله الباسيفيكي والذي عليه يُبنى أمل الحدّ من هيمنة القطب الأميركي. يقول دوغين إن الشرق الأوسط نقطة صدام جيوبوليتيكي مع الولايات المتحدة وانتصار روسيا فيه يجب أن يكون حتمياً.

الأوراسيا – "الأرض المتوسطة" .. بيوتر نيكولايفتش سافيتسكي

ربما كان بيوتر نيكولايفتش سافيتسكي (1895 – 1968) الكاتب الروسي الأول و"الوحيد" الذي يمكن وصفه بالعالم الجيوبوليتيكي بكل ما في الكلمة من معنى. وهو اقتصادي من حيث الاختصاص. هاجر بعد الثورة إلى بلغاريا ثم انتقل إلى تشيكوسلوفاكيا، وفي سنة 1921 ترأس برفقة الامير تروبيتسكوي الحركة الأوراسية التي كانت تلعب فيها العوامل الجيوبوليتيكة دورا مركزيا.
تكونت أفكار سافيتسكي بتأثير من أعمال مؤيدي السلافيانوفيل، وكان ذلك واحدا من مظاهر السلافيانوفيلية الثورية مقترنة بالفكرة المركزية حول خصوصية التميز التاريخي " لأبناء روسيا الكبرى" والتي لا ترتبط بالخصوصية الدينية ولا بالخصوصية الاخلاقية السلافية، وهو ما يعني " أن التقارب الاتني واللغوي بين الشعوب السلافية ليس شرطا كافيا للحديث عن وحدة ثقافية مميزة لهذه الشعوب". والحركة الأوراسية كانت قريبة من الثوريين المحافظين الألمان، من حيث التجذر في التقاليد القومية الروسية مع العصرنة الاجتماعية، والتطور التقني وسياسة الصيغ غير التقليدية. وعلى هذا أيضا يستند موقف الأوراسيين "الإيجابي" الحذر من الدولة السوفييتية ومن ثورة أكتوبر.
الفكرة الأساسية لسافيتسكي تتلخص في كون روسيا تمثل تكوينا حضاريا مميزا تحدده خاصية " التوسط". وتبدأ إحدى مقالاته بهذه الكلمات " لروسيا عدد من الأسباب يفوق بكثير ما لدى الصين من الأسباب التي تسمح بتسميتها دولة متوسطة".

الحدث ((لماذا نقاتل في سورية))

في 31 تشرين الثاني 2015 تحطمت في شبه جزيرة سيناء طائرة الركاب الروسية إيرباص A321، والطائرة المستأجرة التي تحمل رحلتها الرقم  7K9268، كانت متجهة من منتجع شرم الشيخ المصري إلى مدينة سان بطرسبرج، ولقي جميع ركابها الـ224 مصرعهم، ومعظمهم  من المواطنين الروس. الطائرة تحطمت بعد 20 دقيقة فقط من تحليقها، وسارعت "الدولة الإسلامية"، وهي منظمة إرهابية، للادعاء عن مسؤوليتها عن تحطم الطائرة بعد وقوع الكارثة مباشرة. وأعلنت أحد مجموعات "الدولة الإسلامية" أن "جنود دولة الخلافة تمكنوا من إسقاط طائرة روسية في مقاطعة سيناء،" وحسب البيان أن أكثر من 220 من "الصليبيين" قتلوا كانوا على متنها. والهجوم جاء انتقاما ضد التدخل العسكري الروسي في سورية، واستبعد خبراء الخارجية الروسية تعرض الطائرة لصاروخ أرض – جو، لكن المحققين يعتقدون أن قتبلة انفجرت على متن الطائرة وأدت لتحطمها.

سبق للتنظيم الإرهابي "الدولة الإسلامية" إعلان الحرب العام الماضي على روسيا.  و "الدولة الإسلامية" كمنظمة إرهابية تقتل المدنيين بل وتستمتع بفعلتها، فقتل المدنيين هو جوهر الإرهاب، ويستخدم الأرهابيون الضحايا الأبرياء من أجل تحقيق هدف سياسي. وهذا يتوافق مع طبيعة "الدولة الإسلامية" التي لا علاقة لها لا بالإسلام ولا بمفهوم الدولة، فموت المدنيين الأبرياء أمر غير مقبول لأي مسلم متدين. ومع ذلك فإن موت المدنيين هو الثمن الذي  ستضطر روسيا إلى دفعه اليوم ومستقبلا جراء مساعداتها العسكرية لسورية. إن ارهابيَ "الدولة الإسلامية" ينظرون إلى جميع الروس كأعداء – وليس العسكريين فقط. وأعرب بعض المعلقين الغربيين على مواقع التواصل الاجتماعي عن غبطتهم لحادث تحطم الطائرة.

ولكن لماذا تقدم روسيا المساعدات العسكرية إلى سورية؟ فأولاً إن هذا صراع جيوبولتيكي، فالجبهة بين الأطلسي وأوراسيا تشتعل في

فلاديمير بوتين والإمبراطورية

"القادة الروس وخاصة رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين يريد إحياء الإمبراطورية الروسية"، - هذا ما قاله رئيس البنتاغون روبرت غيتس. حيث كما يقول غيتس، انها  "النية الإمبريالية لعرقلة العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا". وزير الدفاع الامريكي  يعتقد أيضا أنها "النية الإمبريالية" هي الأكثر شيوعا لدى بوتين . رئيس وزراء روسيا يحاول  أن يجعل  روسيا اللاعب الرئيسي في الساحة الدولية بكل الوسائل. هذه الحقيقة هي مقلقة للغاية بالنسبة للولايات المتحدة. "هل محكوم على  الروس محاولة جديدة لبناء امبراطورية؟" - هذا هو السؤال الذي يطرح نفسه في كافة انحاء العالم . البريطاني المعروف بروفيسور قيوفري هوسكينغ قام مؤخرا بكتابة كتاب "الحكام والضحايا - الروس في الاتحاد السوفيتي." وبالتالي هو امر  يقلق البريطانيين أيضا - "بالضبط ما سوف يختاره الروس -انها  الحالة الراهنة مع أجزاء من أراضيها المفقودة -التي فقدت- أو الإمبراطورية جديدة؟" - يسأل هوسكينغ.

 

دوغين : سورية عقبة أمام المخططات العدوانية..

اللقاء الثـاني : أسرار المكالمة الأخيرة بين المالكي وأردوغان..!..مشعل بالأردن : حماس تبتعد عن دمشق وتقترب من الدوحة وعمّان..: ( 1 ) : (( جهينة نيوز )) :..و"الربيع العربي" سيرتد على قطر والسعودية..:  أكد البروفيسور ألكسندر دوغين رئيس منظمة أوروآسيا الروسية ورئيس كرسي علم الاجتماع في جامعة موسكو الحكومية أن سورية تشكل عقبة أمام المخططات العدوانية التي وضعتها الولايات المتحدة بهدف تغيير حدود ومجمل البنية الجيوسياسية لهذه المنطقة المترامية الأطراف، موضحاً أن الأمريكيين لايستثنون أحداً من العرب في مخططاتهم العدوانية لتغيير خريطة المنطقة، وبناءً على ذلك فإن مواقف بعض البلدان الإسلامية والعربية تثير الاستغراب وحتى الاستياء خاصة وأن هذه البلدان تدّعي القرابة الروحية والقومية مع الشعب السوري ولكنها وضعت نفسها بصورة سافرة في خدمة العدو الأمريكي ومنها على وجه الخصوص قطر والسعودية اللتان تحاولان إنقاذ نفسيهما بهذه الأعمال، ولكن ذلك لن ينفعهما أبداً لأن عوارض ما يسمّى بـ"الربيع العربي" ستصل إليهما حتماً وستصيب قطر والسعودية نفسيهما.
ولفت دوغين إلى أن مواقف هذه البلدان خاطئة تماماً وغير مسؤولة البتة، مؤكداً قناعته بأن الشعب السوري قادر على الصمود والتصدي لهذه المخططات اعتماداً على نفسه بالدرجة الأولى واستناداً إلى تأييد الرأي العام العالمي الذي تجسده حالياً روسيا والصين بالدرجة الأولى إضافة إلى الدعم من قبل إيران.
واعتبر رئيس مؤسسة أوروآسيا الروسية أن الموقف الروسي يتجسّد في دعم وتأييد القيادة السورية الشرعية وهذا ما أعلنه ويعلن عنه بصورة واضحة ودقيقة لا تحتمل التأويل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ورئيس الوزراء فلاديمير بوتين والرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف، معرباً عن ثقته وقناعته بثبات مواقف روسيا تأييداً لسورية في وجه مخططات الشرق الأوسط الجديد.

ألكسندر دوغين نجم صاعد في فلك الفلسفة الروسية الجديدة

 

ألكسندر دوغين هو سياسي و فيلسوف وباحث سياسي واجتماعي روسي ومؤسس للمذهب الاوراسي الجديد ويتجه نشاطه السياسي نحو استحداث إقامة دولة روسية عظمى عن طريق التكامل مع الجمهوريات السوفيتية السابقة  وبالدرجة الاولى الاقاليم التي ينطق اهاليها اللغة الروسية مثل القرم واوكرانيا الشرقية.

ولد دوغين عام 1962 في موسكو في عائلة جنرال في دائرة الاستخبارات العسكرية في هيئة الاركان العامة الروسية. ودرس في معهد موسكو للطيران. لكنه لم يكمل دراسته فيه لاسباب سياسية. ودافع فيما بعد عن اطروحة الفلسفة ليحوز على درجة الدكتوراه في الفلسفة ، كما دافع فيما بعد عن اطروحة العلوم السياسية لينال درجة دكتوراه الدولة في العلوم السياسية.

وكان يمارس في ثمانينات القرن الماضي نشاطا معارضا للسلطة السوفيتية وانخرط في بعض التنظيمات ذات الطابع القومي بما فيها جبهة " باميات" (الذاكرة)  التي ترأسها الناشط القومي دميتري فاسيليف.

 

الصفحات