إن العسكرة تعني تحويل المجتمع إلى قاعدة عسكرية. إن نطاق العسكرة واتجاهاتها الرئيسية مفتوحة للنقاش لأنها تعتمد على الوضع التاريخي والجيوسياسي المحدد، والقدرات والموارد الاقتصادية، والأيديولوجية السياسية، والهيمنة الثقافية. عندما يكون بلد ما في سلام ولا تتعرض مصالحه الحيوية أو وجوده للتهديد، فإن العسكرة المفرطة تصبح غير ضرورية. لا شك أن أي دولة ذات سيادة لابد أن تمتلك قوات مسلحة قادرة على الدفاع عنها في المواقف الحرجة. وعلى هذا فإن التجريد الكامل من السلاح ليس أقل من تنازل عن السيادة وقبول الاعتماد المطلق على قوة خارجية ما. ومع ذلك، فإن كثافة ومدى العسكرة يختلفان دائمًا.
أنهى فلاديمير بوتين كلمته في المؤتمر الصحفي الذي عقد في مقره الانتخابي بكلمات الامتنان للشعب الروسي وذكر أنه عازم على بذل كل شيء لتحقيق أهداف التنمية الوطنية في جميع المجالات.
والعسكرة تعني تحويل المجتمع إلى قاعدة عسكرية. يمكن مناقشة حجم العسكرة وتوجهاتها الرئيسية، لأنها تعتمد على الوضع التاريخي والجيوسياسي المحدد، وعلى الفرص والموارد الاقتصادية، وعلى الأيديولوجية السياسية والهيمنة الثقافية. عندما يعم السلام في بلد ما وتكون مصالحه الحيوية ووجوده غير مهددة، فإن العسكرة المفرطة ليست ضرورية، ولا حاجة لها. وبطبيعة الحال، يجب أن يكون لدى أي دولة ذات سيادة جيش وقوات مسلحة قادرة على حمايتها في المواقف الحرجة. لذلك، فإن التجريد الكامل من السلاح ليس أكثر من تنازل عن السيادة والموافقة على الاعتماد المطلق على قوة خارجية. لكن شدة ونطاق العسكرة يختلفان دائما.
في كثير من مناطق العالم، ومنها العالم العربي، يُنظر إلى روسيا وسياساتها الخارجية نظرة مشوهة. السبب في ذلك ليس فقط المعرفة السطحية بالسياسة الروسية (وهذا أمر طبيعي تمامًا، حيث إن أي شخص ليس خبيرًا في الشؤون الروسية، لا يمكنه أن يفهم تمامًا جميع العمليات السياسية التي تتشكل في موسكو)؛ ولكن أيضًا حملات التضليل التي تقوم بها الدول الغربية، وكذلك وكلاؤهم في المنطقة. وغالبًا ما يكون الصحفيون كسالى جدًّا بحيث لا يمكنهم اللجوء إلى المصادر الأولية، ويكتفون بإعادة طباعة الأخبار المشوهة من وكالات الأنباء الغربية، التي لديها رقابتها الخاصة، ومبادئها التوجيهية الأيديولوجية؛ ولذلك يتعرض متابعو أخبار روسيا من غير المتقنين للغتها لسيل من المعلومات المتحيزة، والأحكام المسبقة.
خلال اجتماع مع أعضاء مجلس الوزراء، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم 22 نوفمبر (تشرين الثاني)، أتابع إجلاء المواطنين الروس من غزة: “هذه مهمة إنسانية ونبيلة”. وأشار إلى ضرورة “مساعدة الأشخاص الذين يعانون من جراء الأحداث الراهنة”، واصفًا هذه العملية بأنها “واجب مقدس”، ودعا إلى مساعدة سكان غزة. ومع أن عبارة “الواجب المقدس” يمكن فهمها على أنها إشارة إلى القيم الإنسانية، فإنها تمثل في المخيلة الروسية- بشكل أو بآخر- صورة الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، وتاريخ المسيحية مع شهدائها ونساكها.
في الآونة الأخيرة، ظهرت عدة رسائل من المسؤولين في وسائل الإعلام الغربية، يمكن من خلالها استنتاج أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي سيقدمان دعمًا أقل بكثير من السابق لأوكرانيا. وهكذا، اعترف جوزيب بوريل، الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية: “إنه من بين مليون قذيفة تم الوعد بتسليمها إلى أوكرانيا، أُرسِلَ ثلاثمئة ألف فقط هذا العام”. أعلنت سلوفاكيا، من جانبها، صراحة، بعد الانتخابات البرلمانية، أنها لن تقدم أي مساعدة عسكرية أخرى لأوكرانيا، في حين تواصل المجر أيضًا اتخاذ موقف مناهض لحكومة كييف، ومن ذلك إمكانية انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي. أما العلاقات بين أوكرانيا وبولندا المجاورة فآخذة في التدهور. في هذه الأثناء، اعترف عدد من الخبراء الأمريكيين بأن الهجوم المضاد للقوات المسلحة الأوكرانية فشل، وأنه من غير المرجح أن يتمكن نظام كييف من هزيمة موسكو، أو حتى استعادة أراضيه السابقة.
في 17 أكتوبر (تشرين الأول)، اعتمد مجلس الدوما في الاتحاد الروسي مشروع قانون بشأن سحب التصديق على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية (CTBT). وفي وقت سابق، أثار الرئيس فلاديمير بوتين هذا الموضوع، ووقّع مرسومًا مماثلًا. بالإضافة إلى ذلك، في 7 نوفمبر (تشرين الثاني)، أكملت روسيا إجراءات الانسحاب من معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا (CFE). وأشارت وزارة الخارجية الروسية- في تعليقها الرسمي- إلى أنه بالنظر إلى مسار المواجهة التي يتبعها حلف شمال الأطلسي، وقبول فنلندا، التي لها حدود طويلة مع روسيا، عضوًا في الحلف، فلا فائدة من الحفاظ على هذا الاتفاق. ومع أن روسيا دعت الدول الغربية- مرارًا وتكرارًا- إلى إجراء محادثات في ديسمبر (كانون الأول) 2021 لمناقشة هيكل أمني جديد في أوروبا، فإن دول الناتو رفضت القيام بذلك. الآن يقولون إن النظام السابق الذي ضمن الاستقرار قد دُمِّر.
سوف يأتي موضوع الإمبراطورية حتماً في المقدمة، إن مصطلح “الدولة الحضارية”، الذي أدخله صديقنا المفكر الصيني تشانغ ويوي1 إلى التداول العلمي، يعني في الأساس “الإمبراطورية”.
يتعين علينا أن نجري تجربة ذهنية ونتخيل ما الضرر الذي من الممكن أن يلحقه بنا الغرب الذي يخوض حرباً شرسة ضدنا - إلى جانب توجيه ضربة نووية -؟ ما هي العقوبات التي قد يفرضها؟ من يريد أن يبعد من اراضيه؟ كيفية إذلالنا؟ من أين يطردنا؟ مم ينوي حرماننا؟ (نحن لا نفكر في توجيه ضربة نووية؛ فهم لن يقوموا بها، وإذا فعلوا ذلك، فسيكون الأمر سيان، لأننا سنقوم بالرد أيضًا).
كان هجوم الليلة الماضية بالطائرات المسيرة على المدن الروسية من قبل القوات الإرهابية الغربية مكثفًا بشكل خاص (أوكرانيا تنزوي بشكل متزايد ناحية الظل في الحرب التي يشنها الناتو ضدنا) . اما عندنا، فالأصوات صمتت أخيرًا، لم يتساءل احد: كيف حدث ذلك؟ ومن قصر في صد الهجوم؟ ولم يدعي احد ان دفاعاتنا كان ينبغي أن تكون بشكل أفضل! الآن بدأ الجميع يتساءلون عما يجب فعله بعد ذلك.
ذات يوم في بداية الحرب أخبرتني داشا (إبنة دوغين التي قتلت في تفجير إرهابي لسيارتها قبل عام)** : بريغوجين قوي جدًا وواثق وجريء وحاد لدرجة أنه بالتأكيد لا أحد يصلي من أجله. ولا يخطر حتى على بال أحد. فلنبدأ بالصلاة والدعاء له...
هجمات جديدة بالطائرات المسيرة على موسكو وبريانسك. كما تتعرض شبه جزيرة القرم للهجوم مثل غيرها من الأراضي والمدن والبلدات والقرى الروسية. نعم، هذه هي الحرب.
إلى وقت قريب، و على جميع مستويات الحكومة؛ قيل أن روسيا جزء من الحضارة الغربية، و أنها دولة أوروبية، واقعا، هي طفل للغرب، وظاهر أن الغرب أكبر سنا وأكثر مركزية وأقدر مسؤولية تجاه حضارته، أو يمكن للمرء أن يقول حتى أن الغرب هو أب، و أحد الوالدين. فوفقا لصيغة روسيا بلد أوروبي ، علم الغرب روسيا ما يمكنها فعله وما لا يمكنها عمله. نعم، كان الطفل ضخما وهائلا، ولكن من وجهة نظر الغرب، كان متوحشا وغبيا وربما عليلا.
بمجرد أن نثبت أنفسنا كحضارة ذات سيادة ، نحتاج إلى تغيير الخطاب السائد. ما اعتاد الجميع على الخوف منه أو الشعور بالإحراج لقوله مثل (ماذا سيفكر الغرب والمجتمع الدولي عنا،؟؟ ...) ، يجب أن يُعلن الآن بوضوح وصراحة.
بالنظر إلى السلوك العنيف للفرنسيين الغاضبين في الشوارع ، خاصة إذا كنت ترى هذا المشهد لأول مرة ، يتبادر إلى الذهن على الفور هذه الفكرة: ها قد قامت الثورة! السلطة لن تصمد! فرنسا انتهت. ستسقط الحكومة.!
هناك حاجة ملحة للإصلاحات في مجتمعنا لأنها هي فقط من يمكنها أن تقودونا إلى النصر. وبدون النصر ، لن تكون روسيا موجودة. الجميع يفهم هذا اليوم. لإنقاذ الشعب والدولة ، يجب أن نتغير. وبشكل جذري وعاجل.
بالضبط. هذه ليست بروباغندا روسية، إنها حقيقة موضوعية لا يمكن طمسها وإضفاء الطابع النسبي عليها من خلال أي خدع اعلامية. الآن سيبدأ الاستراتيجيون الغربيون في فهم هذه الحقيقة. هذا بالفعل ما يسمى Reality Check اي "التحقق من الواقع".
لاحظوا عناد العدو المسعور. هذه هي السمة المميزة للأوكران. لكن الآن يبدو الأمر رهيبا أكثر . بدأوا قصف دونيتسك في عام 2014 ولا يتوقفون ليوم واحد. هاجموا أراضي المناطق الروسية القديمة - بيلغورود ، كورسك ، بريانسك - واستمروا. بدأوا في قتل الروس بهجمات إرهابية ، وهم يفعلون ذلك مرارًا وتكرارًا. هاجموا محطات الطاقة الذرية ، وهذا يتكرر مرارًا وتكرارًا. الشيء نفسه ينطبق على جسر القرم ، طالما أن أوكرانيا يعيش فيها شعب مجنون ونظام مجنون ، فمن الغباء وانعدام المسؤولية افتراض أن شيئًا ما في سلوكها سيتغير.