ألكسندر دوغين للميادين: العالم يعيش مفترق طرق بين مستقبلين

بثت قناة الميادين مؤخراً اللقاء الذي جرى مع المفكر الروسي ألكسندر دوغين في حلقة برنامج "في المعادلة"، بعنوان "العالم ما بعد الحرب"، وفيما يلي نص المقابلة الكامل.

من أجل نموذج أفريقي جديد

عند محاولة تحليل شرور القارة الأفريقية ، من الضروري ألا ننسى معالجة الأيديولوجيات التي تكمن وراء إفريقيا في محاولة للظهور على رقعة الشطرنج الجيوسياسية. في الستينيات ، حصلت البلدان الأفريقية على استقلالها ، ولكن ليس بحكم الأمر الواقع. أن تكون مستقلاً لا يعني فقط السيطرة على أسبقية الفرد الإقليمية. من الضروري أن تكون قادرًا على تطبيق نموذج واحد من منظور جيوسياسي متعدد الأقطاب. كانت هذه مشكلة إفريقيا الأساسية: تطبيق أيديولوجيات خارجية لا تتناسب مع الواقع الأفريقي. بعد الاستعمار ، تبنت العديد من الدول الأفريقية أيديولوجيات مثل الليبرالية والشيوعية والاشتراكية والرأسمالية والديمقراطية الاجتماعية ، إلخ.

القومية ، خيال اجرامي وطريق ايديولوجي مسدود

إن مكاناً خاصاً أمامياً وذو أهميةٍ عظيمةٍ في النظرية السياسية الرابعة قد اخذ حيزه نقدٌ لا هوادة فيه للعنصرية، التي قد تتم الإشارة إليها على انها احدى أنواع ونُسخ القومية، أو بشكل أكثر عموما، هي نموذج مثال عام من موقف الحضارة الغربية تِجاه الشعوب والثقافات الأخرى
وفي الوقت الذي تؤدي فيهِ روسيا عَمَلِيةً عسكريةً غرضها تطهير أوكرانيا من النازية، يجب أن يكون تركيزنا على هذا الأمرِ أكثَرَ تفصيلًا ودقةً.
تَعَدُديَّةُ الحَضَارات وَالتَعَدُديَّةُ القُطبِيَّة

دوغين عبر الميادين نت: روسيا تعود إلى الشرق الأوسط لصالح نظام متعدد الأقطاب

خلال هذه المرحلة، كان الاتحاد السوفياتي حاضرًا واقعياً في الشرق الأوسط - كقوة معارضة جيوسياسياً للغرب الرأسمالي في معظم الصراعات الإقليمية، وفي الوقت نفسه داعماً للحركات والأحزاب التي كانت برامجها وعقائدها تحوي شيئاً كان يتماهى مع اليسار، كالعلمانية والتقدمية ومناهضة الرأسمالية والاستعمار. تباينت السياسة الواقعية لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية في منطقة الشرق الأوسط ذات السكان المتدينين غالباً، من الدعم المباشر للأحزاب الشيوعية والاشتراكية (التي لم تكن ذوات نفوذ وقوة) إلى تحالفات براغماتية مع حركات قومية ومعادية للاستعمار عندما لم يكن السكان متدينين للغاية.

الفلسفة المنتصرة

أولئك الذين استمروا بالبقاء ضمن نموذج الحضارة الليبرالية-الفاشية التي وجدنا انفسنا في حرب معها, وجدوا انفسهم بوضوح خارج الفضاء الأيديولوجي الذي ظهر بوضوح بعد الحرب العالمية الثانية

وفي غضون ذلك ، ان وجود وحضور المانيا في عشية الحرب العالمية الثانية في الاتحاد السوفييتي كان مُعرفاً وحاضرا

المؤتمر العالمي حول التعددية القطبية والنظرية السياسية الرابعة

المؤتمر العالمي حول التعددية القطبية والنظرية السياسية الرابعة

أصدقائي الأعزاء! أنتم مدعون للمشاركة في  في المؤتمر الدولي فى ابريل يوم ٢٩ حول التعددية القطبية. سيستمر طوال اليوم من أجل تغطية مساحة الكوكب. نرحب كثيرًا بأشخاص من تلك البلدان التي لا تنشط كثيرًا في تعزيز التعددية القطبية أو بالأحرى لا نعرف جيدًا بما فيه الكفاية - جنوب آسيا وأفريقيا وأوقيانوسيا. نحن نخطط للتحدث مع أي شخص بلغته / لغته الأم. الإنسانية هي نحن. ليس هم. نحن فخورون بالإعلان عن المؤتمر العالمي حول التعددية القطبية والنظرية السياسية الرابعة ، الذي تشارك في تنظيمه نوفا ريسيستانس و الاستاذ الكسندر دوغين. سيعقد المؤتمر في ٢٩ بريل في هذه الحالة ، سيتم منح مثقفين مهمين من العالم بأسره فرصة للتحدث عن تلك الموضوعات المهمة للغاية التي تدور حول صعود التعددية القطبية وضرورة وجود نظرية سياسية رابعة. سيضم الحدث أسماء ذات أهمية دولية كبيرة ، مثل البروفيسور ألكسندر دوغين ، ليونيد سافين ، مرام سوسلي (فتاة سورية) ، ألكسندر ماركوفيتش ، يسرائيل ليرا ، إنريكي ريفويو ، من بين آخرين كثيرين. مزيد من التفاصيل ستتبع قريبا ، جنبا إلى جنب مع قائمة المشاركين والرابط لمشاهدة المؤتمر.

 

ألكسندر دوغين: أين روسيا من الحرب المعرفية؟

دراسة أعدتها قيادة التحالف العسكري للتغيير التابعة لحلف الأطلسي بعنوان "الحرب المعرفية" أو cognitive warfare الذي أصبح مصطلحاً متكرراً في قاموس المصطلحات العسكرية في السنوات الأخيرة. هل بات العقل البشري ساحة جديدة للحرب؟

خطاب جورج سوروس الأخير: "حروب المجتمع المفتوح" والمناخ كاداه في الصراع

خطاب جورج سوروس الأخير: "حروب المجتمع المفتوح" والمناخ كاداه في الصراع

فى يوم ١٦ فبراير سنة ٢٠٢٣, القى جورج سوروس، أحد من اهم المفكرين و الممارسين للعولمه، القطبية الاحوديه والحفاظ على الهيمنة الغربية بأي ثمن، خطابا في ألمانيا خلال مؤتمر ميونخ الأمني الذي يمكن تسميته بـ"النقطة المفصلية". يلخص سوروس البالغ من العمر ٩٣ عامًا الوضع الذي وجد نفسه فيه في نهاية حياته، حيث كرس نفسه بالكامل للنضال من أجل "المجتمع المفتوح" ضد أعدائها و هى "المجتمعات المغلقة"، وفقًا لمبادئ معلمه كارل بوبر. إذا كان هايك وبوبر هما ماركس وإنجلز العولمة الليبرالية، فإن بوبر هو لينين. وقد يبدو سوروس في بعض الأحيان غريب الأطوار، لكنه بشكل عام يعبر بصراحة عن الاتجاهات الرئيسية في السياسة العالمية. رأيه أهم بكثير من كلام بايدن غير المفهوم أو ديماغوجية اوباما. وينتهي كل الليبراليين والعولميين في القيام بالضبط ما يقوله سوروس. إنه العقل وراء الاتحاد الأوروبي ومكتب المخابرات البريطاني ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية  والمجلس العلاقات الخارجية واللجنة الثلاثية وماكرون وشولتز وبيربوك وساكاشفيلي وزيلينسكي وساندو وباشينيان، وكل من يدعم الغرب والقيم الليبرالية والحداثة الما بطريقة أو بأخرى. سوروس مهم، وهذا الخطاب هو رسالته إلى "الجمعية الخفية" في العالم، هذا الخطاب هو توجيه لجميع عملاء العولمة، سواء النائمين أو المستيقظين. يبدأ سوروس بالقول إن الوضع في العالم حرج. وهو يحدد فوراً عاملين رئيسيين:

عام واحد من العملية العسكرية الخاصة فى أوكرانيا

عام واحد من العملية العسكرية الخاصة فى أوكرانيا

مر عام على بَدْء العملية العسكرية الخاصة الروسية في أوكرانيا. بدأت بالضبط كعملية عسكرية خاصة، ومن الواضح اليوم أن روسيا وجدت نفسها في حرب شاملة وصعبة. الحرب ليست كثيراً مع أوكرانيا - كنظام، وليس مع الشعب (مما يفسر المطالبة بتصفية النازية في الجانب السياسي في البداية)، ولكن في المقام الأول مع "الغرب الجماعي"، وهو على الواقع مع حلف شمال الأطلسي (باستثناء موقف تركيا وهنغاريا الخاص المسعيان للبقاء محايدين في الصراع - وتشارك الدول الأخرى في حلف شمال الأطلسي في الحرب على جانب أو آخر مع أوكرانيا). هذه السنة من الحرب أحبطت العديد من الأوهام التي كانت لكل جانب من جوانب الصراع.

دوغين: روسيا تجدّد الخطاب الأيديولوجي

في بيتنا فيلسوف.. ضيف أرتيوم كابشوك المفكر الروسي الكبير ألكسندر دوغين والحديث حول إشكالية الهوية الأوكرانية وأسباب كراهيتها للروس ومعاني انخراط روسيا في العملية العسكرية بأوكرانيا

القومية ، خيال اجرامي وطريق ايديولوجي مسدود

قليلون رُبما قد انتبهوا بجديةٍ إلى نقطة أَنَّ النظرية السياسية الرابعة التي أنتَمي وألتصِقُ بها قد وجهت نقداً إلى القومية، إِنَّ نقدي للمنهج العقائدي الليبرالي والشيوعي كان أكثر لفتًا للنظر، لكن يوازيه كذلك خطٌ فيه رفضٌ جذري وكاملٌ للقومية، بل حتى لدرجة رفض الأُمَّة.
إن مكاناً خاصاً أمامياً وذو أهميةٍ عظيمةٍ في النظرية السياسية الرابعة قد اخذ حيزه نقدٌ لا هوادة فيه للعنصرية، التي قد تتم الإشارة إليها على انها احدى أنواع ونُسخ القومية، أو بشكل أكثر عموما، هي نموذج مثال عام من موقف الحضارة الغربية تِجاه الشعوب والثقافات الأخرى
وفي الوقت الذي تؤدي فيهِ روسيا عَمَلِيةً عسكريةً غرضها تطهير أوكرانيا من النازية، يجب أن يكون تركيزنا على هذا الأمرِ أكثَرَ تفصيلًا ودقةً.
تَعَدُديَّةُ الحَضَارات وَالتَعَدُديَّةُ القُطبِيَّة

شفرةٌ روسية

عَبرَ الانخراطِ في مواجهةٍ وَصِدامٍ مُباشرٍ مَعَ الغَربِ في إِطَارِ العمليَّةِ العسكَريَّةِ الخَاصَّة، ورُغمَ أَنَّ الغربَ وعبرَ هيكليَّة وكيلته الأوكرانيَّة  ، الَّتي لا يُمكِن إطلاقُ وصفِ "بَلَدٍ" عليها يشارك في الصراع ضد روسيا ، فإِنَّ روسيا على هذا الأساس مُجبرة على الدِّفاعِ عن سيادتها على كلِّ المستويات، العَسكريَّة والاقتِصاديَّة والسِّياسيَّة الرَّسميَّة، وَإِنَّ هذا واضِح، وَلكِنَّ الغرب ليسَ مُجرَّد هيكلٍ سياسي عَسكري وَاقتِصادي، إِنَّه حضارة تمتَلِكُ شفرةَ بَرنامجٍ أَساسي وَتَأصيلي، كُلُّ شيءٍ آخر يَكون مُشتَقًّا مِن هذهِ الشَّفرة، الأَسلِحَة وَالاقتِصاد وَالسِّياسات وَالثَّقَافَة وَالتَّعلِيم والعِلم والإِعلام، وإلى آخرهِ.

أزمة «قره باغ».. الإقليم السوفييتي اليتيم

تأثير زوال الاتحاد السوفييتي على قره باغ
تُردّ أُصول الصراع الدائر في قره باغ حالياً إلى انهيار الاتحاد السوفييتي، فمع ضعف سيطرة مركز الاتحاد على أطرافه، بدأت الحركات والميول القومية بالتزايد والاشتداد، مما أدى إلى ظهور دول جديدة، لكن على الرغم من ذلك، فإن غالبية جمهوريات الاتحاد السوفييتي (باستثناء أرمينيا) كانت عبارة عن بُنى متعددة الأعراق والقوميات، حيث كان عدد محدود من الروس والأذربيجانيين والأكراد قد عاشوا في أرمينيا، أما في الجمهوريات الأخرى فقد كانت الحال أكثر تعدديةً من وجهة النظر العرقية، ولم تكن أي من الدول التي ظهرت بعد الانهيار موجودة على الإطلاق داخل هذه الحدود، بالمعنى الكامل للكلمة، فداخل الاتحاد السوفييتي كانت للحدود قيمة اسمية فقط، ولم تؤخذ العوامل العرقية والقومية بالاعتبار إلا في الإستراتيجية العامة للحركة نحو مجتمع ما بعد قومي جديد لـ«الشعب السوفييتي». وستالين، قام عن عمد بإدخال عناصر عرقية غير متجانسة في الجمهوريات الوطنية، بغاية منع أية محاولة، بأية مرحلة، قد تهدف للانفصال عن الاتحاد السوفييتي، أي: إن التباين العرقي ودمج عدة أعراق في الجمهوريات الوطنية كان في البداية إستراتيجية ستالينية متعمدة، ثم بعد ذلك، حينما فُقد التنبّه الجيوسياسي، أصيبت بنوع من الجمود.
وبالتزامن مع تراجع مركز الاتحاد اشتدت التناقضات القومية والعرقية، وهذا ما أدى إلى قيام دول ما بعد الاتحاد السوفييتي بهذا الشكل وما رافقه من صراعات حادة بين المجموعات العرقية، وقره باغ واحدة منها.

الصفحات